Wednesday, November 21, 2012

ما وراء الصحافة



قسم مهنة الصحافة: "أقسم بالله العظيم أن أصون مصلحة الوطن و أؤدي رسالتي بالشرف والأمانة والنزاهة و أن أحافظ علي سر المهنة أن أحترم آدابها وأراعي تقاليدها"



فى الآونة الأخيرة كثرت وسائل الاعلام و ازداد تنوعها وكلها تدعى النزاهة و الشفافية، لنلقى نظرة اذا على حقيقة الوضع.
هل من الممكن مهاجمة رئيس التحرير فى سياساته على صفحات مجلته أو الجريدة التى يعمل بها أو على الهواء فى برنامج حوارى ؟
بالطبع لا يمكن، اذن نحن لسنا أمام حالة شفافيه كاملة من أجل معايير كثيرة فى عالم الصحافة لكنا نحترمها و ندرك العائد من ورائها، مثل سرية المصدر و الاحترام المهنى للمؤسسة التى يكتب بها و الأخلاقيات التى تمنع الهجوم على أحد فى داخل نطاق الجريدة أو القناة الاعلامية.
هل فكرت فى يوم بامكانية مهاجمة الجريدة للممولين باعلاناتهم أو أى وسيلة أخرى من الدعم ؟
هل تستطيع أى وسيلة اعلامية بفضح الممول الأساسى لها ؟
بالطبع لا و هذا هو ما سنتحدث عنه.
عزيزى القارئ يجب أن تنظر بين السطور و ترى مصدر الاعلانات التى بين فقرات المقالة او البرنامج.فاليوم لا يحتمل الثقة فى أى اعلام على وجه الأرض.
لا لن أشير لجريدة أو برنامج بعينه، فقط أطلب الامعان فى ما حولك من معطيات بشكل جديد لترى من يضع اعلانات "حديد-عز" و من يضع اعلانات عن أحد المشروبات الغازية مثل البيبسى و غيرها، و لا تظن أن كون المنتج برئ فان الشركة بريئة.
من جديد أقول انها دعوة للتحليل بشكل أعمق فى مصادرنا حتى لا يتم توجيهنا، فالاعلام الحكومى من المنطقى ان يكون تابعا للحكومة و البرنامج الذى الراعى الرسمى له "سيراميكا كليوبترا" بالتأكيد لن يذكر بسوء مالك الشركة أو مجلس ادارته.
لهذا من الممكن ان نجد نفس الكاتب و اسلوب مختلف تماماً فى الكتابة ما بين صحيفة معارضة مثل الدستور و صحيفة حكومية مثل الأهرام،فالكاتب فى حد ذاته محكوم بسياسة الهيئة التى يكتب بها أو يدير بها برنامج ما.
أيضاً ستجد علاقات معروفة بين رؤساء تحرير أو أصحاب قنوات و بعض رموز الفساد القديم لذا يجب وضع ذلك فى الاعتبار.
هل هذا يعنى أنهم يكذبون؟
بالطبع لا، فهذه ليست قاعدة عامة فهناك من الصحفيين من يكتب مقالات ساخنة و عدائية فينشرها مع جهات معارضة وفى حين آخر يكتب مقال هادئ مسالم فيبحث عن جريدة حكومية لنشرها.هذا لا يعنى بالضرورة أنه تم خداعنا طوال الفترة السابقة و لا يعنى كذلك أن كل الخدع لم تنطلى علينا فى السابق ،و يجب عند تلك الصحوة المباركة و الثورة على الفساد التفرقة بين الصالح و الطالح و هذا شئ أتركه لك.
هناك من يعتمد بشكل أعمى و كامل على صفحات الفيسبوك أو حساب على تويتر ليعرف الأخبار أو ليثق فى آراء أشخاص عُرفوا بالنزاهة. يا عزيزى لا تتبع هواك ولا تحاول الأخ من مصدر واحد.
لقد كتبت ذلك المقال منذ شهور و أُضيف عليه جملة أخيرة كم صفحة تبين توجهاتها الحقيقية خلال الفترة الأخيرة؟ كم صفحة تسعى الى اشعال الفتنة و كم صفحة تسعى الى نشر الوعى لوضع البلد الحقيقى؟ و كم هيئة صارحت المواطن بمعلومات كافية (لنقل وزارة الخارجية أو وزارة الداخلية) كى تكون لك رأى سليم و تتخذ قراراً واضحاً بشأن أى حدث من الأحداث؟

و فى النهاية أقول: " أفهم كويس انت بتشوف أو بتقرأ ايه فين بدل ما تصدق حاجة تطلع غلط أو تنحاز لجانب مش المفروض تنحاز اليه و تبقى غلطة اكبر خليك موضوعى و هادئ فى تحليلك للوضع كى لا تنساق وراء ردود فعلك السريعة و فى الوقت ده الغلطة بكارت أحمر و الكارت مش هيبقى ليك الكارت هيبقى لمصر كلها"

حرروا الأقلام أثابكم الله.




No comments:

Post a Comment