Monday, April 21, 2014

قصة حياة

الانفجار الاعظم و مولد المجرات و معها مولد شمسنا و الكواكب

يأتى كوكب متوسط الحجم يُسمى نفسه الارض و يوعد كويكب صغير بالحب و الاندماج الابدى
كان الارض دوماً يقول لهذا الكويكب المشتعل بالمشاعر و الحمم البركانية "انتى زى القمر"

يخجل القمر و يدور محاولاً الافلات من حبه العنيف للارض لحيائه و رقته و خوفه من المستقبل المجهول

تمر السنين بل آلاف السنين بل ملايين السنين و تبدأ الارض و القمر فى الهدوء النسبى
القمر أصبح مضيئاً يسر الناظرين بينما فتح الله على الارض بغلاف جوى و كائنات حية و مية و جبال و حركات

يطلب الارض من القمر بعد ان هدأ حبهما و أصبح مائلاً للتعقل منه للجنون و الاشتعال أن يندمجا معاً

تنظر القمر الى الارض ذلك الكوكب الشاغر بالحياة ثم تنظر الى نفسها و قد مُلأت حفرات و بثور جعلتها تبدو كامرأة كهلة بينما يضج بالأرض عنفوان الحياة و خيرها و يغلفها طبقات من الغازات تمنع عنها أذى الشُهب و النيازك

يوشك القمر على الانكسار و الحسرة و الندم انه لم يندمج مع شريك حياته طوال هذه الفترة و ظل وحده و تساءل ماذا يحدث لو كانا اندمجا فى كوكب واحد فى بداية خلقهم عوضاً عن الفرار منه و مجاراة خوفها من جاذبيته و حبه

و ترفض القمر عرض الارض له بحجة انها ستدمر الحياة على وجهه لو نزلت إليه

يحزن الارض كثيراً و يغار مما فوقه من حياة التى منعته عن حبه الازلى

ينفجر و يبعثر الغازات السامة و الموت فى كل مكان و يقتل جميع من على الارض عصراً بعد عصر أملاً فى قبول القمر عرضه بعد غياب الحجة

تقف القمر مدهوشة مصدومة باكية وحدها من الارض و فعلته بالحياة و تصر أن يهدأ تُصر أن يُكمل حياته و أن يحافظ عليها و إلا لن تنزل أبداً و تعده أنها ستأتى إليه بعد أن يُصلح ما اقترفته نفسه من فساد

و الآن أوفى الارض بوعده و أصبح الكوكب أجمعه يعج بالحياة

و تقف القمر مترددة مرةً أخرى

تُرى هل تقع فى حب الارض مرةً أخيرة؟
تُرى كم روح ستُحطم عند سقوط القمر؟
كم من الكوارث ستحدث؟

هذا لا يهم فالارض لا يعنيه أى شيئ سوى قمره

هكذا تقدم الى الشمس أن تسمح لهما بالاندماج
تعترض الشمس و تسحب القمر من نطاق الارض شبراً فشبراً و تنهار الارض

لم تعد تقدر على التحمل فتسمح بالتلوث و الفساد بدخولها و تترك البشرية لفنائها بينما الشمس تسحب القمر ناحيتها فينقسم القمر و ينكسر قلب الارض للمرة الاخيرة قبل أن تتناثر أشلاء الحبيبان فى الفضاء حيث لا اجتماع ولا حياة ولا حب مشتعل

النهاية