Thursday, September 26, 2013

شخصيتى


انا بصراحة قوى الشخصية انا اعلم ذلك فى داخلى و لهذا قد كتبت قصتى

ثانية واحدة

لقد كنت اجلب لأخى الصغير كوبا من الماء لأنه لم يكن يريد ان يتحرك من فراشه

و الآن نرجع لما كنت اقوله نعم انا قوى الشخصية ولا احد يملى علىّ ما افعله

فى الواقع كنت اريد فى ثانوية عامة دخول هندسة و لكن اهلى كانوا يريدوننى (دكتورقد الدنيا)ِ و بالطبع طاعة الوالدين اهم شئ فى حياتى لذا لبيت رغباتهم

المهم، كنت فى الجامعة مرتبط عاطفيا مع فتاة احلامى و ذهبت لأقول لأهلى عنها و لكننى فوجئت انهم قد قرروا ان بنت عمى اجدر بى من تلك البلهاء هكذا كانوا يسمون حبيبتى كان الفراق صعبا و كنت قويا كعادتى و ظهرت شخصيتى القوية فى احتمالى الفراق

و عند تخرجى فتح لى اهلى عيادة و زوجونى بقريبتى لم اكن حقا احبها و لكننى رأيت فيها طيبة و رغبة حقيقية فى مرافقتى بقية ايام حياتى عشت معها اياما سعيدة و من ثم رزقت بطفل و سيم و اصريت على تسميته محمد على اسم جدى الله يرحمه

و بالطبع كبر ابراهيم و استطعت ان اتقبل انهم سموه على غير رغبتى بسبب قوة شخصيتى و حبى لعائلتى و ايمانى التام بان الاسماء لا تهم فعلاََ و مرت الايام و قرر ابنى ان يأخذ عيادتى و شقتى لأننى كبرت و اصبحت عجوزا و ايمانا منى بأن الشباب هم امل الغد اعطيته كل ما املك حتى حسابى فى البنك 

و بالطبع لم يتخلى عنى فهو يأتى احيانا ليزورنى فى دار المسنين الذى اودعنى فيه

حسنا انا اكمل قصتى فى دار المسنين و شخصيتى القوية لم تفارقنى و هونت علىّ اًلام الدنيا و ما فيها

و لكن ما هذا الطبق انا لا احب الزلابية كم مرة اقول لهم اننى لا احب الزلابية

حسناً ليس على ان اغضب سوف اَكلها و خلاص فانا لن استخدم شخصيتى القوية فى موضوع تافه كهذا


رسالة الى ابنى الحبيب

ابنى الحبيب .. أعلم انك لم تولد بعد و اننى لا أزال شاب فى العشرين، و لكن أريد أن أحكى لك بعض الأشياء لعلك تغفر لى ما تسببت به من ضرر للوطن و لك.

لقد كان أبى من المشاركين فى حرب 6 أكتوبر و كنت أشعر بالفخر لهذا حتى أصدقائى كانوا منبهرين بأن أبى بطل من أبطال الحروب ذلك كان حتى كبرت و اتسع مفهومى للنصر فزال الانبهار بوالدى رغم انبهار أصدقائى به.

فلقد رأيت فى النصر خدمة لدخول وفود من السياح الاسرائليين الى سيناء، و وجدت نتيجته أغذية فاسدة و محاصيل مسرطنة و انعدام الأمان الشخصى و الراحة و رأيت فى البلد المباركة بنصر حرب 1973 كل مظاهر السلبية و انعدام التقدير للعقول المتفتحة.

رأيت نفسى فى خيالى فى معتقل سياسى او لاجئ فى احدى الدول و ربما زوج مات شهيداً دفاعا عن اسرته من أعمال البلطجة أو مدافعا عن عرضى و مالى.

و رفضت تلك الصورة فى ذهنى مثلما رفضها الجميع و من هنا بدأ التمرد على الظلم و الاستبداد و الفساد و الجهل و التوريث و من هنا نجحنا فى عزل مبارك.

أعلم ذلك يا بنى، ستنبهر بى فى البداية ثم ستجد ان نزولى مظاهرة او وقوفى فى وقفة ما هو الا ما كان واجب الحدوث ، ثم ستفتح عيناك البريئة لتجد ان أباك فشل و ان الثورة لم تزل سوى وجوه الفساد..

و ستجد العسكر فى كل مكان و ستسألنى ماذا فعلت من انجازات بعد الثورة طالما ان العسكر عاد؟ و سأجيبك : "خلفتك يا حبيبى و البركة فيك تصلح البلد". و سأتذكر حينها أبى و أرى انجازاته و ضآلة ما حققت بالمقارنة مع ما حقق هو و ألتمس له الأعذار.

ربما سأطلب الهجرة الى الخارج و ربما أجد لك وطناً جديداً تشعر فيه بكيانك و تشكرنى عليه.

و ربما لن أنجبك من الأساس لكثرة الفقر و الجهل و الاستبداد فاعفيك من تلك الأرض التى ازدهر فيها الباطل.

فالمظاهرات وحدها لا تبنى وطناً و قد كان حرياً بى أن أعمل و اجتهد للاصلاح مثلما اجتهدت للقضاء على رموز الفساد.

ربما يا ولدى .. ربما أقرأ هذا الجواب فى يوم ما و أقسم على تغيير تلك البلد، حتى و إن كان فى هذا استشهادى قبل أن يرزقنى الله بك.

فى جميع الاحوال سامحنى .. الله الأعلم ما بذلته من أجلك قبل أن تأتى و ما فعلته لك كى تعيش مرفوع الرأس.

أحبك يا ولدى و ان لم أنجبك بعد .. و لن أخذلك ان شاء الله.


توقيع: شاب من الثوار
9 ابريل 2011