ابنى الحبيب .. أعلم انك لم تولد بعد و اننى لا أزال شاب فى العشرين، و لكن أريد أن أحكى لك بعض الأشياء لعلك تغفر لى ما تسببت به من ضرر للوطن و لك.
لقد كان أبى من المشاركين فى حرب 6 أكتوبر و كنت أشعر بالفخر لهذا حتى أصدقائى كانوا منبهرين بأن أبى بطل من أبطال الحروب ذلك كان حتى كبرت و اتسع مفهومى للنصر فزال الانبهار بوالدى رغم انبهار أصدقائى به.
فلقد رأيت فى النصر خدمة لدخول وفود من السياح الاسرائليين الى سيناء، و وجدت نتيجته أغذية فاسدة و محاصيل مسرطنة و انعدام الأمان الشخصى و الراحة و رأيت فى البلد المباركة بنصر حرب 1973 كل مظاهر السلبية و انعدام التقدير للعقول المتفتحة.
رأيت نفسى فى خيالى فى معتقل سياسى او لاجئ فى احدى الدول و ربما زوج مات شهيداً دفاعا عن اسرته من أعمال البلطجة أو مدافعا عن عرضى و مالى.
و رفضت تلك الصورة فى ذهنى مثلما رفضها الجميع و من هنا بدأ التمرد على الظلم و الاستبداد و الفساد و الجهل و التوريث و من هنا نجحنا فى عزل مبارك.
أعلم ذلك يا بنى، ستنبهر بى فى البداية ثم ستجد ان نزولى مظاهرة او وقوفى فى وقفة ما هو الا ما كان واجب الحدوث ، ثم ستفتح عيناك البريئة لتجد ان أباك فشل و ان الثورة لم تزل سوى وجوه الفساد..
و ستجد العسكر فى كل مكان و ستسألنى ماذا فعلت من انجازات بعد الثورة طالما ان العسكر عاد؟ و سأجيبك : "خلفتك يا حبيبى و البركة فيك تصلح البلد". و سأتذكر حينها أبى و أرى انجازاته و ضآلة ما حققت بالمقارنة مع ما حقق هو و ألتمس له الأعذار.
ربما سأطلب الهجرة الى الخارج و ربما أجد لك وطناً جديداً تشعر فيه بكيانك و تشكرنى عليه.
و ربما لن أنجبك من الأساس لكثرة الفقر و الجهل و الاستبداد فاعفيك من تلك الأرض التى ازدهر فيها الباطل.
فالمظاهرات وحدها لا تبنى وطناً و قد كان حرياً بى أن أعمل و اجتهد للاصلاح مثلما اجتهدت للقضاء على رموز الفساد.
ربما يا ولدى .. ربما أقرأ هذا الجواب فى يوم ما و أقسم على تغيير تلك البلد، حتى و إن كان فى هذا استشهادى قبل أن يرزقنى الله بك.
فى جميع الاحوال سامحنى .. الله الأعلم ما بذلته من أجلك قبل أن تأتى و ما فعلته لك كى تعيش مرفوع الرأس.
أحبك يا ولدى و ان لم أنجبك بعد .. و لن أخذلك ان شاء الله.
توقيع: شاب من الثوار
9 ابريل 2011
لقد كان أبى من المشاركين فى حرب 6 أكتوبر و كنت أشعر بالفخر لهذا حتى أصدقائى كانوا منبهرين بأن أبى بطل من أبطال الحروب ذلك كان حتى كبرت و اتسع مفهومى للنصر فزال الانبهار بوالدى رغم انبهار أصدقائى به.
فلقد رأيت فى النصر خدمة لدخول وفود من السياح الاسرائليين الى سيناء، و وجدت نتيجته أغذية فاسدة و محاصيل مسرطنة و انعدام الأمان الشخصى و الراحة و رأيت فى البلد المباركة بنصر حرب 1973 كل مظاهر السلبية و انعدام التقدير للعقول المتفتحة.
رأيت نفسى فى خيالى فى معتقل سياسى او لاجئ فى احدى الدول و ربما زوج مات شهيداً دفاعا عن اسرته من أعمال البلطجة أو مدافعا عن عرضى و مالى.
و رفضت تلك الصورة فى ذهنى مثلما رفضها الجميع و من هنا بدأ التمرد على الظلم و الاستبداد و الفساد و الجهل و التوريث و من هنا نجحنا فى عزل مبارك.
أعلم ذلك يا بنى، ستنبهر بى فى البداية ثم ستجد ان نزولى مظاهرة او وقوفى فى وقفة ما هو الا ما كان واجب الحدوث ، ثم ستفتح عيناك البريئة لتجد ان أباك فشل و ان الثورة لم تزل سوى وجوه الفساد..
و ستجد العسكر فى كل مكان و ستسألنى ماذا فعلت من انجازات بعد الثورة طالما ان العسكر عاد؟ و سأجيبك : "خلفتك يا حبيبى و البركة فيك تصلح البلد". و سأتذكر حينها أبى و أرى انجازاته و ضآلة ما حققت بالمقارنة مع ما حقق هو و ألتمس له الأعذار.
ربما سأطلب الهجرة الى الخارج و ربما أجد لك وطناً جديداً تشعر فيه بكيانك و تشكرنى عليه.
و ربما لن أنجبك من الأساس لكثرة الفقر و الجهل و الاستبداد فاعفيك من تلك الأرض التى ازدهر فيها الباطل.
فالمظاهرات وحدها لا تبنى وطناً و قد كان حرياً بى أن أعمل و اجتهد للاصلاح مثلما اجتهدت للقضاء على رموز الفساد.
ربما يا ولدى .. ربما أقرأ هذا الجواب فى يوم ما و أقسم على تغيير تلك البلد، حتى و إن كان فى هذا استشهادى قبل أن يرزقنى الله بك.
فى جميع الاحوال سامحنى .. الله الأعلم ما بذلته من أجلك قبل أن تأتى و ما فعلته لك كى تعيش مرفوع الرأس.
أحبك يا ولدى و ان لم أنجبك بعد .. و لن أخذلك ان شاء الله.
توقيع: شاب من الثوار
9 ابريل 2011
No comments:
Post a Comment