Friday, July 25, 2014

العيد و العيد الآخر

العمر: خمس سنوات
أذهب إلى بيت جدتى فى عابدين، انه بيت العائلة الذى طالما أحببته بما فيه و ما حوله من حدائق و ما أمامه من مظاهر الأبهة التى تطل علينا من قصر عابدين و ما به من بائع الفول الذى طالما أحببته و الجبن الذى لم آكله الا فى هذا البيت.

يأتى العيد و قد نجحت أخيراً فى صيامه كاملاً بعد عناد طويل الامد مع أسرتى. فأنا ما زلت صغيراً و يجب ألا أجهد جسدى الصغير بصيام اليوم كله فى هذا الصيف الحارق.

أفرح بنجاحى و أفرح بعبادتى و أفرح بانتهاء الجزء الشاق منه و أنزل درجات السلم لأبتاع من المحل ذاته ما أحبه من الحلوى و أختار مسدس الخرز لهذا العام فأقيس أرتداده و اتأكد انه سيعيش معى حتى العيد القادم أو فى أحوال أخرى سيظل معى سنوات طوال.

أشترى كثير من الخرز و بعض السيارات اللعبة التى طالما أحببتها و انا صغير. أذهب إلى السطح لأبدأ عملية النيشان و التعود على المسدس الجديد. ثم آكل الحلوى ذاتها فى كل عيد ثم أذهب لأشاهد الرسوم المتحركة.

أعود إلى المنزل بما تبقى من نقود العيدية سعيداً و آكل ما تبقى من حلوى العيد البيتيفور و الغريبة و ما لذ و طاب من البسكوت الذى ساعدت أمى فى اعداده. كم هى حلوة جميلة و هانئة تلك الحياة الصغيرة التى أعيشها! و كم طيبون هانئون الناس الذين أعيش جوارهم.

العمر: خمسة عشر سنة
أذهب إلى الصلاة كما كنت دوماً أفعل هذه المرة مثقل مُتعب متمنياً لنفسى الحلوى التى طالما أشتريتها بالعيدية متجاهلاً عن عمد أو دون عمد الخروج مع أصدقائى فى بداية اليوم لأمارس نفس ذات الطقوس مع اضافة شراء الجرنال لأبى الذى اصبحت ابتاعه منذ بضعه أعوام.

كم مرت من السنوات على؟ كم من الذنوب ارتكتب و كم من الناس آذيت؟ اتجاهل هذه الحقيقة و آكل الحلوى و أنا أشاهد الرسوم المتحركة.

كم هى حلوة هذه الحياة الضيقة الكئيبة التى أعيشها! و كم أردت الهرب منها إلى حياة أفضل! و لكن بالطبع لن اتنازل عن طقوسى فهى أهم من تطلعاتى حالياً. سأذهب مع أصدقائى بعد العصر لنلعب قليلاً و من ثم أعود إلى المنزل لكى أجهز لمقابلة أفراد العائلة فى بيت العائلة القديم الضيق البعيد.

العمر: عشرون سنة
أذهب إلى الصلاة كما كنت دوماً أفعل و لكن هذه المرة بعيداً عن الحياة التى اعتدتها فى مدينة جديدة و وجوه جديدة هارباً أنا و عائلتى من ذكرى وفاة أخى. أين العيد؟ أين الفرحة؟ بل أين رمضان؟

لم أعد أشعر به فكل ما هناك لى هو الألم. اتساءل فى صلاتى هل سيأتى اليوم الذى سأكون معها فى العيد؟
لماذا هى بعيدة قصية باردة و قاسية هكذا؟ و لماذا أصبحت الحياة سواء فى رمضان أو العيد أو غيرهما بهذه القسوة.

و لماذا أصبح الناس متكبرون عدائيون أشرار هكذا؟ هل لأننى لم آكل الحلوى هذه السنة؟
تنتهى صلاة العيد فأسلم غير مكترث و أذهب إلى منزل خالى لأشاهد الرسوم المتحركة صامتاً غير عابئ بالفرحة ولا الاحتفال.


العمر: ثلاث و عشرون سنة
لقد وقع الاخوان فى شر أعمالهم و وقعنا معهم. إن المعارضين للانقلاب هم مزيج من الأغبياء و من باعونا و لكن الجزء الاكبر منهم هم ناس صادقة وفية واعية لما يحدث و إن لمذبحة قريبة ستحدث أو سقوط كبير للانقلاب و أتمنى أن تحدث الثانية قبل الاولى.

أنزل من منزلى مسرعاً يقابلنى أذان الفجر من الجامع الذى أمام منزلى الذى طالما صليت فيه العيد فى طفولتى. أتجاهله لأذهب حيثما هدفى. يقابلنى ثلاثة شباب مسرعين فى لف ما معهم من حشيش ليشربوه فهم "متأخرون" عن موعد اللف السنوى أدعو لهم بصالح الحال و أذهب إلى سبيلى.

اتساءل ماذا حدث و ما الذى جعل الحياة بهذه الظلمة. هل لأن أبى كبر و أصبح لا يزين لنا الشقة بالبلالين كما كان يفعل معنا لنفاجئ أمى قبل أن تستيقظ؟ هل الناس كانت بهذا السوء منذ البداية و أنا لم أكن أعى هذا؟

لا يهم فاليوم ستفرح فرحة العيد التى طالما رغبت بها منذ صغرك أن تعود. أذهب حذراً لأركب مواصلة فلا أجد سوى ميكروباص فاتمنى لنفسى السلامة و اتأكد ان لا خطر من الركوب ثم أتوكل على الله و أركب. يُنزلنى السائق قبلها بمسافة لأنه لا يوجد مكان للاقتراب أكثر. لم أشعر انى بهذا القرب من الله منذ زمن بعيد. يا الله ما هذا المكان.

أذهب لأجد بصعوبة بالغة مكان أصلى فيه الفجر. ثم أجلس منتظراً التكبير و التسبيح و من بعدها صلاة العيد. أقابل أصدقائى و أنسى الحلوى و أنسى مشاهدة الرسوم المتحركة و أنسى الفتاة التى أحب و أنسى عائلتى برمتها و أستمتع بالعيد كما ينبغى.

العمر: أربع و عشرون سنة
أجلس وحيداً ناظراً للجامع الذى أمام المنزل. لا زلت أتذكر اغلاقه يوم الفض. لا زلت أذكر من كان يشرب الحشيش ثم يهب مدافعاً عن الدين بترويع المسلمين يوم الفض. لا يزال احتقارى لهم و للمصلين فى هذا الجامع يزيد.
أحاول أن أبقى فى المنزل ولا أذهب إلى أى مكان. و أى مكان أذهب إليه؟! لقد تركت حلواى و خسرت الجميع بين قتيل و جريح و خائن و مجند عبد للجيش و أشقاء لن أرى ابتسامتهم مرة أخرى من هول ما رأوا.

لقد بدأت أفهم لماذا يُصر الكبار على شراء الكحك و البسكوت و البتيفور و الغريبة فى هذا العيد. لأن ببساطة لا يوجد شيئ آخر مفرح فى هذا العيد. لا توجد صلاة مباركة فى هذا العيد. لا توجد أعمال لوجه الله فى هذا العيد. و الفرحة الوحيدة هى فرحة المدخن بأنه سيعاود شرب السجائر نهاراً جهاراً كما كان يفعل فرح بالعودة للشهوات لا أكثر ولا أقل.

أفتش فى وجوه الناس العابسة فما أرى سوى ساذج أو عابث أو أحمق أو شيطان يتظاهر بالبراءة. أفتش فى هاتفى عن الارقام التى أتصل بها لأهنئها بالعيد هذا العام فلا أجد ما أكتبه لهم. فلا يوجد عيد اليوم.

لقد مات العيد منذ سنين بعيدة و ظل أثره فقط فى قلوب الاطفال البريئة فاذا أردت البحث عنه ففتش فى قلب ذات الخمسة.

إذاً فلنحتفل اليوم و كل يوم بالعيد فالعيد أصبح احتفال.

أذهب إلى أقرب محل و أبتاع حلواى التى كدت أنساها ثم أعاود المنزل لأشاهد الرسوم المتحركة منعزلاً عن العالم و عن الواقع و عن العيد.

Wednesday, July 23, 2014

كلمات بروفيشنال ج1

عزيزى القارئ إليك بعض المصطلحات التى تُذكر فى كتابة البريد الالكترونى فى العمل و معناها الصحيح فى اللغة العربية

Dear sir, Good Morning = "حبيب قلبى عايزك فى مصلحة يا كبير"

FYI (For Your Information) = "الخازوق ده مش ليك بس لازم تتفرج عليه"

Best Regards, = "بالشفا يا كبير البس"

Concerning your request = "حضرتك الطلب بتاعك ده تلفه و تحطه فى درجك"

As per our discussion = "مش هلبس فى القرار ده لوحدى"

I will consider your request = "هفكر فى الموضوع ده و معنى انى هفكر انى هفكس لك تماماً"

For your kind review and feedback = "لو ماردتش على الايميل يبقى انت اللى لبست المسئولية لوحدك"

Please, advise = "انا مش هاخد قرار و البس يا عم اعملها لوحدك"

For your esteemed company = "انجزوا بقى يا شركة معفنة"

Kind reminder = "انجز يا روح أمك"

Thank you / I appreciate your efforts = "ده انت طلعت عين أهلى"

Kindly find the attached file = "الملف اللى انت قارف اهلى بيه اهو فى الايميل"

Unfortunately = "فكك منى انا مش فايق للهرى ده"

Best of luck = "اذهب الى الجحيم .. تباً لك"


انتهى البث و الاذاعة

طاب يومكم